اليك امي يا حبيبتي

إلــــــــيك أمـــــــــــــــي



عندما يورق الأمل بعد يباس
وعندما تنساب سواقي الرحمة في قلوب حجّرها الحقد
أعرف حينها أن دعواتك مازالت تحيطني يا أمي..
حين تنكسر مناقير غربان النميمة
وترتد عناكب الشر والأذى إلى جحورها
أعرف أنك هناك يا أمي ..
في عالمك السرمدي مع كل الأمهات تصلّين
من أجل أن يرى الخير منفذاً نحو مستحقيه.‏.

إليك أمي..
أكتب وبشائر الربيع تخيط أثواب الفرح للأرض..
وبشائر الربيع تأتي إلى قريتنا دون حاجة لمن يأذن لها..
فالطبيعة كلها متضامنة من أجل ميلاد الأرض المتجدد كل عام.‏.

أرفض الاعتراف بموت الأمهات ..؟
وأرد على من قال
ذلك: الأم تتجدد بكل خصلة كريمة تزرعها بأولادها.‏.

الأم حاضرة مع كل قطرة مزن تسقي الأرض..
الأمهات لا يمتن..
فلو ماتت الأمهات لانقطعت الرحمة..
ولنسيت الملائكة النزول إلى الأرض.‏.

إليك أمي أكتب في عيدك..
عيد الأمهات الذي يحزنني أكثر مما يبعث الفرح في قلبي!!
لأنني افتقدك كثيرا وأفتقد درب العين بتعرجاتها
وأذكر حين كنا نمسك أنا وأخوتي بثوبك الفضفاض المعرّق ..
بألوان الربيع وكنت أشعر أنه جدار صلب يحميني من التعثر.‏.

أفتقد يا أمي جلسات السمر في ظل ذلك الحائط الترابي الذي لامسته يمناك
في كل زواياه أثناء فرد الطين الأبيض ليسد على الزواحف طريقها خوفاً علينا
أفتقد يا أمي
كلمة
(ياعيني)
التي كنت ترددينها كلما نادى أحدنا عليك أنا وأخوتي.‏.

إليك أمي أكتب..
وأستعطفك باسم الأمومة التي فجرت قلبك الرقيق
وكان سببا مباشراً في توقف شرايينه
أستعطفك أن تعودي ولو في الحلم ..
وترددي تلك الدعوات التي طالما
كانت تحميني
(الله يحنن عليك أهل الأرض والسماء).‏.

فكم تحتاج الأرض لدعاء الأمهات كي تهرب عناقيد الغضب
وتتوقف عاصفة البغضاء وثآليل الأنا المتورمة
ولأن دعاء الأمهات وحده القادر على إيقاف أسلحة الحقد
وطعنات الانتقام التي توجه تارة باسم القانون
وتارة باسم الشرعية الحضارية.‏.